Google
السكر         Diabetes Mellitus                                    
ربما لا يخلو مجلس إلا ويتطرق أحد المتحدثينللكلام عن مرض السكر وما سببه هذا المرض لفلان من الناس، قريب كان أو صاحب، منمضاعفات ومشاكل صحية كبيرة. وربما لا ندعى إلى مائدة طعام إلا ويتنحى أحد المدعوينمعتذراً عن المشاركة في الطعام لإصابته بمرض السكر. أو يطلب نوعاً خاصاً من الطعام. فنرى فيه عزما وتصميما على الإلتزام أحيانا ونراه أحيانا أخرى وقد تهاون تحت ضغطوإلحاح الحاضرين بتناول قطعة الحلوى هذه والمجاملة في تذوق هذه الأكلة. إلى آخره منالعادات المتبعة.


ما مدىانتشاره؟
ينتشر مرض البول السكري في جميع بقاع العالم ويصيبالأغنياء والفقراء، الصغار والكبار، الرجال والنساء. ويلاحظ ازدياد انتشار مرضالبول السكري مع تقدم الحضارة رغم انه كان معروفا قبل الاف السنين. وربما يكون وراءالإنتشار الكبير تغير نوع الطعام، والرفاهية، والتدخين، والشدة النفسية، والقلق،والسمنة، وأسباب أخرى. ولذلك تتوقع منظمة الصحة العالمية أن يتضاعف عدد المصابينبمرض البول السكري إلى 239 مليون شخص بحلول عام 2010.


ما العلاقة بين الإنسولين والسكر؟
في البداية من المفيد أن نعرف أن السكر في الدم (الجلوكوز Glucose أو سكرالعنب أو سكر الدم) يعتبر مصدر الطاقة الرئيسي لكافة التفاعلات الحيوية المهمةلاستقرار خلايا الجسم في الحياة وتأدية الوظائف المطلوبة منها والتي تشكل فيمجموعها عمل الجسم ككل من جهد عقلي وعضلي. ويحتوي جسم الإنسان الطبيعي على كميةمحددة من السكر في الدم تتراوح عند شخص صائم ما بين 70-120 ملجرام لكل 100 مل (أوسنتيمتر مكعب) من بلازما الدم، أو بالمقياس الآخر تكون من 3.5 إلى 6.7 ملي مول للترالواحد. وهذه الكمية قابلة للزيادة والنقصان بحسب كمية ونوعية الغذاءالمتناولة.

ولكي يستطيع الجسم استعمال الجلكوز كمصدر للطاقة فلابد من وجودهرمون الإنسولين Insulin الذي يساعد على دخول الجلكوز إلى داخل الخلية وبدء عمليةالتمثيل الغذائي للجلكوز لإنتاج الطاقة الحرارية. وتتم عملية دخول الجلكوز إلى داخلالخلايا بواسطة مستقبلات خاصة بالإنسولين على سطح الخلايا. أي فقط بوجود الإنسولينعلى المستقبلات الخاصة به على سطح الخلايا يتم نفاذ الجلكوز إلى داخل الخلايا. هنانستطيع أن نقول أن داء السكري هو عبارة ارتفاع نسبة السكر في الدم فوق المعدلالطبيعي نتيجة لنقص في إفراز هرمون الإنسولين أو عدم فاعليته أو كليهمامعا.

وإذا عرفنا أن أي كمية من الطعام يتناولها الإنسان، وخاصة اذا كانيحتوي على مواد نشوية أو سكرية كما هو الحال في الطعام العادي، تؤدي إلى ارتفاعكمية السكر عن الحد السوي وهذا يؤدي إلى استثارة مستقبلات خاصة تحرك البنكرياس Pancreas على إفراز هرمون الإنسولين Insulin الذي يتدخل بآليات معقدة ليعيد كميةالسكر إلى الحدود السوية. وكذلك إذا عرفنا أن الكبد ومجموعة كبيرة من الهرموناتتتدخل في هذا العمل أدركنا أهمية السكر في الدم وعرفنا تفسير ترافق مرضى السكر معالكثير من أمراض الغدد الصماء والكبد وكذلك اضطراب هذه الأجهزة إذا كان الداءالسكري هو المرض الأولي الذي له علاقة بالأنسولين والبنكرياس. فما هو البنكرياس؟وما هو الأنسولين؟ وما علاقتهما بمرض البول السكري؟

ما هوالبنكرياس؟
البنكرياس عضو فريد يقع في أعلى البطن من جسمالإنسان وقريبا من المعدة، ويحتوي على غدد قنوية تعرف باسم الغدد النسخية، تفرزعصارة البنكرياس في الاثنى عشر. وتحتوي هذه العصارة على أنزيمات لهضم الطعام، كمايحتوي البنكرياس على غدد صماء تعرف بجزر لانجرهانز Langerhans وهي تحتوي على خلايابيتا beta التي تفرز هرمون الإنسولين الذي ينظم السكر في الدم، وتحتوي أيضا علىخلايا ألفا alpha التي تفرز هرمون معروف باسم جلوكاجون glucagon له مفعول معاكسلمفعول الأنسولين.

كيف يتم المحافظة على توازن السكر في الدم؟
إن معدل سكر العنب (الجلكوز) في دم الإنسان السليمثابت، ويبلغ حوالي جرام واحد لكل كيلوجرام من بلازما الدم. إلا إن هذه النسبةوسطية، لأن نسبة سكر العنب قد ترتفع بعد وجبة غنية بالسكر والنشاء مثلا، وقد تنخفضهذه النسبة قليلا إذا امتنع الشخص عن تناول الكربوهيدرات كالسكر والخبز والأرز. وفيمطلق الحالات لا يحتمل دم الإنسان نسبة عالية من سكر العنب (الجلكوز). فإذا ارتفعتنسبة سكر العنب عن معدل 1.8 جرامات بالألف، تقوم الكليتان بطرح الفائض في البول،وتسمى هذه الحالة المرضية بالبول السكر

كيف تتم المحافظة على نسبة السكر في الدم؟
عندما ترتفع نسبة السكر في الدم تفرز غددالبنكرياس الصماء، أي خلايا بيتا، هرمون الإنسولين الذي يحول سكر العنب إلى مادةنشوية (مادة احتياطية) لكي تنخفض نسبة السكر في الدم، فتعودإلى معدلها الطبيعي. ويطلق على هذه المادة اسم النشاء الحيواني أو الجلايكوجين glycogen. يخزنالجلايكوجين في الكبد والعضلات وذلك لآستعماله فيما بعد كوقود للجسم حيث يتحول عندذلك إلى سكر عنب. كما أن بعضا من الجلوكوز يتحول إلى دهون ثلاثية تخزن في المناطقالسمينة من الجسم.

أما إذا انخفضت نسبة السكر، فتفرز غدد لانجرهانز هرمونهاالثاني من خلايا ألفا alpha (الذي له مفعول معاكس لمفعول الأنسولين) والمعروف باسمجلوكاجون glucagon، فيحول النشاء الحيواني (المادة الاحتياطية) إلى سكر العنب،فترتفع نسبة السكر في الدم مرة أخرى إلى معدلها الطبيعي.

ولكن إذا نقص إنتاجالإنسولين من البنكرياس بسبب تلف خلايا بيتا أو بسبب نقص في عدد مستقبلا    الإنسولينعلى سطح الخلايا أو بسبب خلل في شكلها فإن الجلكوز لا يتسطيع دخول الخلايا مما يؤديإلى ارتفاع نسبة الجلكوز بالدم والإصابة بداء السكري                                                  السكر والصوم                                                                                                                                       المرضى المصابون بالنوع الثاني من مرض السكر " البدينين " والذين يتبعوننظام غذاني خاص كعلاج ، يمكنهم الصوم بدون أي مشاكل لأن الصوم سيساعدهم على تخفيفالوزن وتخفيض مقاومة الجسم للأنسولين.
·       المرضى الذين يحتاجون إلى تناول أقراص عن طريق الفم لتخفيف نسبة السكر فيالدم وذلك بالإضافة إلى النظام الغذائي:
o               النوع الأول يتناول جرعة واحدة من الأقراص يوميا ، يمكنه الصيام وتناولالأقراص مع وجبة الإفطار في المغرب
o               النوع الثاني يتناول جرعتين من الأقراص يوميا ، يمكنه الصيام وتناولالجرعة الأولى من الحبوب مع وجبة الإفطار ، أما الجرعة الثانية فيأخذها مع وجبةالسحور مع تقليل الجرعة إلى النصف بعد استشارة الطبيب وذلك حتى لا تسبب هبوطا فيالسكر أثناء النهار
·       المرضى المصابون بالنوع الأول من مرض السكر ويستخدمون الأنسولين كعلاج . في حالة استخدام جرعة واحدة من الانسولين يوميا ، يمكن للمريض الصوم وتناول جرعةالأنسولين عند وجبة الإفطار في المغرب . أما المرضى الذين يحتاجون إلى حقنتين منالأنسولين يوميا فيجب عليهم في حالة رغبتهم في الصوم مناقشة ذلك مع طبيبهم قبل بدءشهر رمضان مع ملاحظة إمكانية حدوث انخفاض "هبوط شديد في مستوى السكر في الدم " فيبعضهم عند الصوم
·                    في حالة الصوم يجب على مريض السكر مراعاة الآتي:
o                                           المحافظة على كمية ونوعية الطعام اليومية كما حددتها اخصائيةالتغذية
o               تقسيم كمية الطعام المحددة يوميا إلى وجبتين رئيسيتين هما الفطور والسحورووجبة ثالثة خفيفة بين الوجبتين
o                                           يجب تأخير وجبة السحور إلى ما قبل الإمساك فجرا
o                                           يمكن ممارسة النشاط اليومي كالمعتاد مع الحرص على أخذ قسط من الراحة بعدالظهر
o                                           يجب الإكثار من تناول الماء في وقت الإفطار لتعويض فترةالصيام
في حالة حدوث هبوط / انخفاض في مستوى السكر في الدم يجب قطع الصيام فوراوتتناول مادة سكرية حتى لو كان ذلك قبل المغرب بفترة قصير
 
ارتفاع ضغط الدم عند مرضى السكر
أما ما قد يجهله الكثير من مرضى السكري هو الارتباطالكبير بين السكر وارتفاع ضغط الدم ، حيث يصل عدد المصابين بمرض السكر وارتفاعضغط الدم معا إلى ما يقارب الـ 70% من مرضى السكر . وتشير التقارير إلى أن أكثر من 65% من مرضى السكر يموتون نتيجةأمراض القلب والسكتة الدماغية ، التي تعتبر من مضاعفات ارتفاع ضغط الدم . بالإضافة إلى أن معدلإصابة مرضى السكر بارتفاع ضغط الدم هو الضعف عند البشر غير المصابين بمرض السكر . وقد أشار تقرير عرض في العام 2000 في ملتقى جمعية السكري الأمريكية أن 71% من مرضىالسكري مصابين بارتفاع ضغط الدم ، وأن 12% فقط هم ممن يسيطرون على ضغطهم بشكل طبيعي .
.
)
، او قديصيب الأوعية الدموية الكبيرة ( Macrovascular ) فيسبب تصلب الشرايين ( Atherosclerotic ) . وعادة يزيد من حالات الوفاة المبكرة .


إن الهدف من علاج ارتفاع ضغط الدم عند المرضى هو المحافظةعلى القياس أقل من 140 \ 90 ملم زئبق . أما عند مرضى السكر فيجب المحافظة علىالقياس أقل من 130 \ 80 ملم زئبق ، لأن ارتفاع ضغط الدم عن 130 \ 80 ملم زئبق يعنيالإصابة بارتفاع ضغط الدم ، ويتوجب وصف العلاج لخفض ضغط الدم . بالإضافة إلىالمتابعة المستمرة لمراقبة ضغط الدم ، وأجراء كل الاختبارات الدورية لتجنبالمضاعفات
 

Ph.D., Justus liebig University, Giessen, West Germany.
Professor,Department of Food Science.

University of Ain Shams. Cairo, Egypt.
Expert and consultant(dairy, food, water and nutrition

 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free